"حكايتي شرح يطول" من منظور التحليل الجندري 560
نهوند القادري عيسى
العدد الأول – أيلول سبتمبر 2019
الصفحة 30-46
ملخص
أسهمت البناءات الاجتماعية والثقافية لسمات كلّ من الجنسين وأدوارهما ووظائفهما التي تختصرها كلمة “الجندر” تاريخيًّا في وضع النساء والرجال في قوالب نمطيّة. تغلغلت هذه البناءات في عمق الذهنيات السائدة تعرّضت لاهتزازات متباينة بين الفينة والفينة، فكانت تخبو أحيانًا وتطفو على السّطح أحيانًا أخرى، بفعل التطور الذي طال عمق البنى المجتمعيّة من ناحية، ومحاولات التفلّت الفرديّة وخرق جدار التنميط من ناحية ثانية. ودعم هذه البناءات تعالق متغيّر النوّع الاجتماعيّ مع متغيرات عديدة، منها: متغيّر العمر، الفئة الاجتماعيّة، الوضع التّعليميّ، الوضع الاقتصاديّ، المستوى الثقافيّ ووجهته بشقيها التقليديّ والحداثويّ…الخ، وهذا ما جعل تلك المحدّدات الاجتماعيّة والثقافيّة تأخذ مسارًا ملتويًا، وعقّد مقاربات الباحثين للموضوع، و جعل المعادلات الخطيّة تنكشف هزالتها أمام تعقيدات الأوضاع، لاسيما عندما تتفاقم صعوبتها بفعل الصّراعات والصّدامات على مختلف أشكالها.
والساعي إلى قراءة الرواية من منظور التحليل الجندريّ، سرعان ما يجد تجليّات تلك البناءات الثقافيّة والاجتماعيّة لأدوار كلّ من الجنسين وصفاتهما مبثوثة في ثناياها. وبإمكانه أيضًا أن يلاحظ كيف تنسحب هذه البناءات من جيل إلى جيل، وكيف يتم توارثها ويُعاد إنتاجها بأشكال عديدة. والمتعمّق أكثر يجد أن الرجل يتلقى مفاعيل هذه البناءات كما المرأة، كما الأولاد، كما المجتمع بشكل عام. واللافت أنّ مواجهة هذه المفاعيل ووطأتها الثقيلة، كما صورته لنا حنان الشيخ في روايتها، كانت تتمّ بأساليب متعدّدة؛ إما ملتوية مثل الاحتيال والكذب والسرقة، وإما منسحبة مثل الهروب والاستسلام والانتحار، أحيانًا.
وكان من نتيجة تعالق التمييز الجندري مع الثقاقة الدينية أن أضعفت هيبة القانون، وأفرِغت العدالة من مضمونها، ودفِعت النّساء للاستسلام لقدرهن أو لاستبطان أشكال تمييز مبنيّة على أساس النوع الاجتماعيّ وإعادة إنتاجها بطريقة مضاعفة، إنّما بالمؤنث. ومن الواضح أنّ حنان بطريقة سردها لحكاية كاملة أدرجتها في الزمن الأنثويّ المراد له أن يبقى أبديًّا. والسؤال المحيّر حاليًا: هذا الزمن الأنثويّ المتّسم بالديمومة، كيف سيشغل موقعه في الزمن الافتراضيّ المتشابك والمتناقض مع الزمن الواقعيّ، خصوصًا وأنّه غير واضح أيّهما سيبتلع الآخر.
الكلمات المفاتيح تمييز جندري- رواية – النوع الاجتماعي – قوالب نمطية- صدامات – زواج مبكر